انتظر هذا الشهر الكريم منذ عدة شهور ،
وقبلها بزمن. ولربما كان ذاك الجو الايماني العميق المحيط به يدعو لكثير من
التغيرات بما يخص العبادات والصيام والتهجد اللل الذي يدخل الى قلبه سلاما
داخلا ف كل عام
الا أن تركه التدخين هذا العام عتبر قرارا
"حاسما". هكذا أخبر نفسه مع أول يوم في رمضان. عادته السيئة المضرة بصحته
وماله معا ان لها أن تنتهي هذا العام، ولم يكن هناك بد من تركها لتغيير
نظامه الحياتي.
ولكل المدخنين أو هؤلاء ممن لديهم النية لوقف التدخين
أو حتى تعزيز المعلومات العامة، من المهم معرفة الحقائق العامة المتعلقة
بالتدخين، فعادة التدخين لا بد أنها لامست حياة أحدهم ف فترة ما ، بشكل
مباشر أو غير مباشر.
من المعروف أن التدخين هو أحد اكبر أسباب
الوفاة المبكرة والتي يمكن الوقاية منها على حد سواء، ليس فقط في الولايات
المتحدة ، بل في العالم أجمع. أما الأمراض المرتبطة بالتدخين فهي سبب وفاة
أكثر من 440000 في الولايات المتحدة سنويا. وقد يصل هذا الرقم في المملكة
المتحدة إلى ما يزيد على 105،000 سنويا.
وتشير الدراسات الى ان معدل متوسط العمر
المتوقع من المدخنين قصيرة حيث تقل بما مقداره 10-12 عام، في حين يموت
أكثر من نصف المدخنين من أمراض مرتبطة بالتدخين. الشباب ظهور التدخين على
المدى سيكون الأكثر احتمالا والدخان واحد هوأصغر سنا أكثر عرضة لل.موت
الناجم عن التدرخن حيث يسمى بـ "القاتل البطيء" ، وليس فقط للمدخن ولكن
أيضا لأولئك المحيطين به حيث يؤثر دخان التبغ غير المباشر عليهم.
وتبين الحقائق العلمة الى أن خطر الإصابة
بأزمة قلبية يزيد بنسبة 70 ٪ بين المدخنين عن غير المدخنين. أما حالات
الإصابة بسرطان الرئة فتصل الى 10 أضعاف لدى المدخنين بالمقارنة مع غير
المدخنين ، في حين يتوفى واحد من كل عشرة من المدخنين من هذا المرض.
كما وتصل نسبة المدخنين ممن يمكن تشخيص
أمراض القلب وانتفاخ الرئة المزمنة أو الأمراض التي تعزى إلى التبغ في
العادة الى 80%، و 29 ٪ هم من سرطان الرئة والتي تنتج 24 ٪ من أمراض القلب.
وفوق
كل ذلك ، فقد تم أيضا تشخيص أنواع أخرى من السرطانات المرتبطة بالتدخين،
بما في ذلك سرطان الحنجرة والفم والمعدة، وسرطان الثدي وعنق الرحم
والبنكرياس.
وقد تم العثور على أن دخان السجائر يحتوي على أكثر من 4،000 من المركبات الكيميائية والسموم الضارة على صحة الإنسان.
في حين التخلي عن التدخين يمكن أن يحدث
فرقا كبيرا على الصحة العامة، وأن تقلب هذه الحقائق حول التدخين.، ما يعني
أن الوقت لا يمكن أن يكون متأخرا لوقف التدخين ، والاستفادة بشكل كبير
على من صحتك. واليوم هو يوم جيد للتوقف.
وتشير دراسات طبية وعلمية الى وجود علاقة
وثيقة بين التدخين وكل من سرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض الشريان التاجي
والذبحة الصدرية وسرطان الفم والبلعوم والحنجرة وأمراض أخرى عديدة. وتذكر
الإحصاءات أعدادا بالملايين في العالم يفتك بها التدخين سنويّا، وتتراوح
أعمارهم بين 34 و65 عاما، حيث لم يسلم من التدخين حتى الأجنة في بطون
أمهاتها.
أما الدراسات المتعلقة بعلم النفس والتطوير
الذاتي فتشير الى عدة نصائح يمكن اتباعها للإقلاع عن التدخين مثل: - اتخاذ
قرار بشكل قاطع أنك تريد الإقلاع عن التدخين.
- تحديد موعد الإقلاع عن التدخين، وليكن في
أقرب فرصة، وعدم السماح للنفس بالتأجيل حتى لا يؤثر ذلك على مجمل القرارات
الحياتة الأخرى. - الاستعانة بالله والدعوة المخلصة بأن يمنح الله لك
القوة والتوفيق لتحقيق ما تريد.
- وضع أمام عينيك دائما أخطار التدخين وعواقبه الوخيمة، وتذكَّر أن الله سيسألك عن الصحة، والعمر، والمال.
- محاولة ايجاد رفيق لك من المدخنين، قريبا، صديقا، زميلا؛ ليت التعاهد معا على ترك التدخين.
- الحذر من الأصدقاء ممن يحاولون تنحيتك عن الإقلاع عن التدخين.
- ابلاغ الزوجة والأهل ومن هم موضع ثقة بقرارك، فإنهم سيكونون مصدر دعم مهم لك.
-
اتخاذ قرار بأن يتم اقتطاع مبلغ المال الذي كنت تصرفه على التدخين
للتبرُّع به للفقراء واليتامى بشكل يومي. - استثمار الصيام في دعيم قرارك؛
والقرب إلى الله ومراقبة له.
- فلتذهب إلى طبيب الأسنان واطلب منه أن
يزيل كل رواسب وأوساخ التدخين من أسنانك؛ للتخلص من آثاره ورائحته الكريهة،
ثم استعمل السواك والفرشاة والمعجون. - تذكر أنك في شهر الصوم، وأن ذلك
يقتضي ترك الخبائث والمنكرات، والتدخين من الخبائث والمضار التي يجب تركها.
- اعلم أن غالبية الانتكاسات تحدث خلال
الأشهر الثلاثة الأولى بعد الامتناع عن التدخين، فعليك بالاستعداد لمواجهة
كل الظروف التي كانت تدعوك للتدخين، مثل: حالات القلق والتوتر والانزعاج
وإرضاء الآخرين، واالبحث عن وسائل معقولة ومشروعة؛ لأن التدخين لا يساعد
المخ على حل أي مشكلة.
- عليك بألا تخلط بين التدخين والارتياح أو الإبداع؛ لأن الأبحاث والدراسات أكدت غير ذلك.
-
تذكَّر أن قوة الإرادة والعزيمة التي تتجلى في الصيام والامتناع عن
المفطرات والشهوات هي عون كبير جدّا على الإقلاع عن التدخين والتخفيف من
آثاره الانسحابية إلى حد كبير؛ فاستعن بالصبر والصلاة، ولا تدع الفرصة
تفوتك في رمضان.
- بعد إقلاعك عن التدخين ستشعر باضطرابات في
النوم أو تعب أو توتر، وتأفف أو جفاف بالفم، هذه أعراض طبيعية في البداية؛
لأن الجسم ما يزال متعلقاً بالنيكوتين؛ خذ قسطًا من الراحة، ولا ترهق نفسك
في هذه الفترة، وامتنع عن تناول القهوة والشاي والمشروبات الغازية
المحتوية على الكافيين بعد الإفطار، وجرِّب تمارين الاسترخاء والراحة
النفسية، وخذ حماما دافئا قبل النوم، واستشر طبيباً إذا دعت الضرورة.
- تجنب الأماكن التي يكثر فيها التدخين والمدخن