محمدالعابد كبار الشخصيات
الجنس : برجى : عدد المساهمات : 4674 تاريخ التسجيل : 16/11/2011 الساعة الان : العمر : 69 الموقع :
| موضوع: التوأمان " الصيام والتقوى " الإثنين أغسطس 06, 2012 2:24 am | |
|
التوأمان " الصيام والتقوى اختتمت أول آية من آيات الصيام بالتقوى{لعلكمتتقون} ، وختم سياق الآيات كلها بالتقوى أيضاً {لعلهم يتقون} ، لتعطي إشارة أنمن أعظم مقاصده تحقيق " التقوى".فللتقوى تلازم واتصال بالصيام، ذاك أن العبادات منها ما هو جماعي ظاهر كالصلاةوالحج، ومنها ما هو خفي بين العبد وربه كالصيام، فجاءتهذه الفريضة لتعمق في النفوس إحياء المراقبة الذاتية، لينصرف العبد عن ملذاته باختيارهوطوعه، ويجعل ضميره على نفسه رقيباً.كم هي عظيمة حاجتنا لنربي أنفسنا على أن يكون حاديها عند فعل الطاعة «يدع طعامهوشرابه من أجلي» متفق عليه، ورادعها عن فعل المعصية«إنما تركها من جرَّاي» أخرجه مسلم، فلب العبودية استشعار هذا المعنى، وهو خلوص القصد في طلب رضا الله سبحانه في الفعلوالترك، وانقطاع الطمع عن الخلق.وعند تحقق التقوى يتحول اللص الفاتك إلى حمل ودِيع، وينقلب المجرم الفَظ إلى سهللين، وتهَدأ البيوت التي امتلأت بالصخَب والضجيج، وتمتلؤ طمأنينة وسكينة، وهذا واقع ملموس، رأيناه ورآه غيرنا وأخبار التأريخ تؤكده وتثبته.وهذا يفسر لنا ختم سياق كثير من الآيات بهذه العبادة العظيمة، لأن تحققها يصلحجميع شؤون الحياة، وتكون سائساً للنفس أكثر من تنظيمالقانون وصرامته، حتى ورد ذكر التقوى بتصاريفها في القرآنفيما ينيف على المائتين وخمسينموضعاً.ومما يعين على تحقيق التقوى في القلب أن يحوط الإنسان قلبه كما يحوط ماله، ويغذيهبما ينفعه كما ينمي تجارته، ويحرسه عن لصوص الوقتوالخير فهم أخطر من قطاع الطريق، لأنهم يقطعون صلتك بالمنعم الكريم سبحانه ويفسدون صلتك به.والتقي دائم التذكر لقول الباري سبحانه[b]{إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}
ومن كانت عنايته بعدم دخول مفطر إلى جوفه وتحرزه من ذلك أكثر من عنايته باستشعار غاية الصوم ومعناه فما فقه حقيقة الصيام.
ولا أرى حاجة لذكر الأقوال في ماهية التقوى، فرَوعَة لفظها، وجمَال نغَمها يعطي حساً في القلب عن المراد بها، ومن جميل ما ورد في التشبيه بحال المتقي ما أثر عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لكَعب الأحبَار: حدثني عن التقوى؟ فقال: هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم. قال فما عملت فيه؟ قال: حذرت وشمرت: قال كعب: ذلك التقوى. [تفسير البغوي (1 / 60)]
"فالتقوى .. حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، وخشية مستمرة، وحذر دائم، وتوق لأشواك الطريق .. طريق الحياة .. الذي تتجاذبه أشواك الرغائب والشهوات، وأشواك المطامع والمطامح، وأشواك المخاوف والهواجس، وأشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك إجابة رجاء، والخوف الكاذب ممن لا يملك نفعاً ولا ضراً". [في ظلال القرآن (1 / 39)]. فَمَا ضَرَّ ذَا التَّقْوَى تَضَاؤُلُ نِسْبَـةٍ وَمَا زَالَ ذُو التَّقْـوَى أَعَزُّ وَأَكْرَمَا وَمَا زَالَتِ التَّقْوَى تَزِيدُ عَلَى الْغِنَى إِذَا مَحَّضَ التَّقْوَى مِنَ الْعِزِّ مَبْسَمَا جعلنا الله من عباده المتقين، وأدخلنا برحمته في عباده الصالحين.
[/center]
عدل سابقا من قبل محمدالعابد في الأحد فبراير 03, 2013 11:16 am عدل 1 مرات | |
|
شمس الاصيل كبار الشخصيات
الجنس : برجى : عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 29/06/2012 الساعة الان :
| موضوع: رد: التوأمان " الصيام والتقوى " الخميس أغسطس 16, 2012 12:15 am | |
| | |
|