جامع قرطبة.. الصامد رغم أنوف الحاقدين

جامع قرطبة.. الصامد رغم أنوف الحاقدين

بقي صامدًا يناديكم أمة الإسلام عودوا
إلى ذلك الزمان قلبوا صفاحته .. علكم تعلمون كم كابدوا و تعبوا أولئك
العظماء .. ثم ها أنتم تخذلونهم وتنسونهم..
إنه جامع قرطبة .. الذي عجز عن وصفه المؤرخون ..

لقد تم بناء هذا الجامع خلال قرنين ونصف قرن تقريبا، ويرجع تأسيس المسجد
إلى سنة 92 هـ عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة لملكهم الخلافة الأموية في
الأندلس، حيث شاطر المسلمون المسيحيون قرطبة كنيستهم العظمى، فبنوا في
شطرهم مسجداً وبقي الشطر الآخر للروم، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين
وجيوشهم اشترى عبد الرحمن الداخل شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد
بناء ما تمّ هدمه من كنائسهم وقت الغزو، وقد أمر بإنشائه ((عبد الرحمن
الداخل)) سنة 785 ميلادي وكانت مساحته آنذاك (4875 متراً مربعاً) و أهم ما
يعطي هذا الجامع الفريد مكانة في تاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات
والتعديلات وأعمال الزينة، كانت تسير في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث
يتسق مع شكله الأساسي.

بالأمس كان صدى أذانه يملأ الآفاق ..
واليوم دقات الأجراس التي علقت تنقل بكاءه واشتياقه إلى المسلمين
" حيث المساجد قد صارت كنائس ما فيهن إلا نواقيس وصلبان "

دقة في الصنعة وإعجاز في الفن ...
"حنش الصنعاني" كان هو مهندس أسطورة قرطبة - رضي الله عنه -

قبة جامع قرطبة فيها من الفن والجمال ما فتن به الفرنج

"تبكي الحنيفية البيضاء من أسف كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية
قد أقفرت ولها بالكفر عمران "

"حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترثي وهي عيدان"!!!!

روعة في الهندسة والصنعة تدل على تقدم المسلمين في ذاك العصر

"لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان"

بالأمس ..كان عامرًا بالمصلين ..
مضيئًا بأصوات المرتلين بالقرآن..

واليوم .... ملء بالتماثيل والصلبان .. بالنواقيس والأجراس.. !!

"ياهول ذلك من مرأى شهدت وقد وودت لو كنت أعمى لا أشاهده

..تقبلوا خالص الود