مدينه حلب وتاريخها منذ القدم

ميزت
حلب ومنذ القدم بموقعها الجغرافي والاستراتيجي وشهدت عمارتها تطورا
وازدهارا مطردا وخاصة في عهد السلطان نور الدين الزنكي فبنيت الاسوار
والابراج وشيدت الابواب ضمن مراحل عدة حتى وصل عدد ابراجها الى 128 برجا
وابوابها الى 15 بابا الا ان معظم هذه الابواب هدمت اثر الهجمات والمعارك
ولم يتبق سوى بعضها مثل باب قنسرين وباب انطاكية وباب الحديد وباب النصر.
ويتألف الباب من طابقين احيانا ومن غرف للعتاد والذخيرة والجنود اضافة الى ابراج الدفاع والفتحات لحماية المدينة. ‏
وذكر
الباحث محمود زين العابدين ان باب انطاكية الذي يطل على الجهة الغربية من
المدينة وكان يؤدي لانطاكية يعتبر من اقدم ابواب مدينة حلب وخرج منه سكان
حلب ابان الفتح الاسلامي على يد ابي عبيدة ابن الجراح سنة 14 هجري 636
ميلادي للترحيب بالفاتحين المسلمين. ‏
ويوجد بباب انطاكية جامع الشعبية وهو اول جامع ابان الفتح الاسلامي ويسمى الآن جامع التوتي. ‏
اما
باب قنسرين فيعد من اجمل ابواب حلب ويؤدي الى قنسرين وهذه الكلمة عمورية
الاصل ومعناها قن النسور ومحله قديم قبل الاسلام ويتألف من اربعة ابواب باب
يلي المدينة وباب يلي البرية وبابين بينهما وقد جدده الملك المؤيد شيخ سنة
1415م ويمثل قلعة دفاعية مصغرة فريدة وبداخله البيمارستان الارفغوني
الكماملي ومنه حمام الجوهري وحمام المالج.

‏
والباب
الثالث القائم حتى الآن هو باب الحديد وسمي بذلك لأن الحوانيت التي تجاوره
كانت مخصصة لصناعة الحديد وهو مؤلف من بابين مصنوعين من الحديد ومصفحين
بالمسامير الحديدية الغليظة ويعلوه برج حصين وقد جدده السلطان قانصو الغوري
سنة 159 هجري وفيه المدرسة الاتابكية. ‏
والباب
الرابع هو باب النصر الواقع في السور الشمالي ويتميز بابراجه الدفاعية
الجانبية وقد جدد بناءه الملك الظاهر غازي سنة 1214 م ويشتمل على ثلاثة
ابواب هدم الاول منها مع فتح جادة الخندق اما الباب المتوسط فهو قائم الى
الآن ومنه يخرج الى حي البندورة وسوق الخابية والفرافرة وسوق باب النصر حيث
توجد فيه الملقية ولا يزال الى الآن فيها انوال النسيج وتباع في حوانيتها
الجلود والغزل. ‏
ومن
الابواب الهامة التي تم هدمها باب المقام ولم يبق منه سوى قنطرة ويخرج منه
الى المقام المنسوب للخليل وعرف مدة بباب نفيس، جدده الملك الاشرف ابو نصر
برسباوي في القرن الخامس عشر الميلادي وبجانب الباب من الغرب يقع مسجد
ومقام الاربعين وهم الاربعون قطبا من الاولياء، وخان الشاوي وخلفه مسجد
وتكية وفي هذا الحي يوجد مسجد العمري ومدرسة الدفتردار وخان الدرج وحمام
الصالحية وقبة الشيخ. ‏
باب
الجنان يلفظه العامة باب جنين وسمي بذلك لانه يفضي الى خان حلب حيث يجري
نهر قويق وقد تهدم ولم يبق له اثر وفيه خانات الصابون والزيت والبطيخ
والبيض والدواليك وداخل سوق باب الجنان يقع مسجد القصر وهو قديم توجد فيه
قبة زاورية محي الدين والمسجد العمري. ‏
باب
الفرج هو الباب الصغير وسمي بهذا الاسم تفاؤلا لما وجد من التفريج بقيمته
وقد فتحه الملك الظاهر غازي وكان مكانه باب يسمى باب العبارة او باب
الثعابين ولم يبق منه اثر وقد جدد في عهد الامير سيف الدين كمشبفا الحموي
عام 663 هجري. ‏
باب السلامة يقع على جسر نهر قويق خارج باب انطاكية وقد دمر بعد ان ضربه الروم ايام سيف الدولة سنة 351 هجري. ‏
باب الاحمر، والاحمر تحريف الحمر وهي قرية في صحراء حلب الشرقية ولم يبق منه اثر بعد انهدامه ويقع بين باب الحديد وباب النيرب. ‏
باب السعادة يقع بين الكلاسة وباب انطاكية في موقع خراق الجلوم حاليا ويخرج منه الى ميدان الحصا انشأه الملك الناصر سنة 645 هجري. ‏
باب الصغير شرقي دار العدل في موقع حمام الناصري حاليا وقد دمر وكان يخرج منه من تحت القلعة الى دار العدل. ‏
باب
العراق كان يخرج منه الى جهة العراق وكان موضعه شمال جامع الطواشي عند
حمام الذهب غربي سوق القصيلة وداخله مسجد غوث بن سليمان قاضي مصر وزعموا ان
به حجرا عليه كتابة بخط علي بن ابي طالب كرم الله وجهه. ‏
باب
الفراديس يقع بين باب الفرج وباب النصر امام عوجة الكيالي حاليا وانشأه
الملك الظاهر غازي وسد بعد وفاته ثم فتحه الملك الناصر يوسف. ‏
باب دار العدل دمر وكان لا يركب منه الا الملك الظاهر يغاث الدين غازي وهو الذي بناه وكان محل السراي حاليا. ‏
باب
النيرب يؤدي لقرية النيرب وقد زالت آثاره واصل كلمة نيرب من السريانية
نارب منبسط من الارض وفي هذا الحي حمام الذهبي ومسجد افق تمر