ياسين بخيت المدير العام
الجنس : برجى : عدد المساهمات : 257 تاريخ التسجيل : 31/03/2012 الساعة الان : العمر : 31 الموقع : http://kebar.arabfoot.net/
| موضوع: الحب في الله الثلاثاء يناير 01, 2013 6:22 pm | |
|
[/url]الحب فياللهإن التحابب فياللهتعالى والأخوة في دينه من أعظم القربات ، و لها شروط يلتحق بها المتصاحبون بالمتحابين فياللهتعالى ، و بالقيام بحقوقها يتقرب إلىاللهزلفى ، وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلى ، قال تعالى : " و ألّف بينقلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم و لكنّاللهألّف بينهم " ( الأنفال 63) قال ابن مسعود رضياللهعنه : هم المتحابون فياللهو في رواية : نزلت في المتحابين فيالله (رواه النسائي و الحاكم و قال صحيح) قال بعضهم : وأحبب لحبّاللهمن كان مؤمنــــا *** و أبغض لبغضاللهأهل التّمرّدوما الدين إلا الحبّ و البغض و الولا *** كذاك البرا من كل غاو و معتدىقال ابن رجب رحمهاللهتعالى : و من تمام محبةاللهما يحبه و كراهة ما يكرهه ، فمن أحبّ شيئا مما كرههالله، أو كره شيئا مما يحبهالله، لم يكمل توحيده و صدقه في قوله لا إله إلاالله، و كان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما أحبهالله، و ما أحبه مما يكرههاللهو قال ابن القيم رحمهالله : من أحبّ شيئا سوىالله، و لم تكن محبته له لله ، و لا لكونه معينا له على طاعةالله، عذب به في الدنيا قبل اللقاء كما قيل : أنت القتيل بكل من أحببته *** فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي *أوثق عرى الإيمان : الموالاة فياللهوالمعاداة فيالله , والحب فياللهوالبغض فياللهعز وجل ) ( صحيح الجامع 2539) والمراد بالحب فياللهأي لأجله وبسببه , لا لغرض آخر كميل أو إحسان , ففي بمعنى اللام المعبر به في رواية أخرى . لكن [في] هنا أبلغ , أيالحبفي جهته ووجهه كقوله تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } العنكبوت69 أي في حقنا ومن أجلنا ولوجهنا خالصاً*ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكوناللهورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكرهأن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار ) رواه البخاري 6941قال القاضي : المحبة ميل النفس إلى الشيء لكمال فيه , والعبد إذا علم أنالكمال الحقيقي ليس إلا لله وأن كل ما يراه كمالاً في نفسه أو غيره فهو مناللهوإلىاللهوبالله لم يكن حبه إلا لله وفيالله , وذلك يقتضي إرادة طاعته , فلذا فسرت المحبة بإرادة الطاعة واستلزمت إتباع رسوله صلىاللهعليه وسلم*سبعة يظلهماللهفي ظله يوم لا ظل إلا ظله ...... ورجلان تحابا فياللهاجتمعا عليه وتفرقا عليه ....... ) رواه البخاري1423 ومسلموما دين الإسلام إلاالحبفياللهوالبغض فيالله , لأن القلب لا بد له من التعلق بمحبوب , ومن لم يكن اللّه وحده له محبوبهومعبوده فلا بد أن يتعبد قلبه لغيره , وذلك هو الشرك المبين , فمن ثم كانالحب في اللّه هو الدين ، ألا ترى أن امرأة العزيز لما كانت مشركة كان منها ما كان مع كونها ذات زوج , ويوسف لما أخلص الحب في اللّه وللّه نجا من ذلك مع كونه شاباً عزباً مملوكاً قال اللّه تعالى { قل إن كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه } آل عمران 31
* من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله ) ( حسن ) صحيح الجامع 5958 قال في الكشاف : الحب في الله والبغض في الله باب عظيم , وأصل من أصول الإيمان , ومن لازم الحب في الله حب أنبيائه وأصفيائه , ومن شرط محبتهم اقتفاء آثارهم وطاعة أمرهم
* من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله ) رواه أحمد ( حسن ) صحيح الجامع 6288 فمن أفضل الأعمال أن يحب الرجل الرجل للإيمان والعرفان لا لحظ نفساني كإحسان , وأن يكرهه للكفر والعصيان لا لإيذائه له , والحاصل أن لا يكون معاملته مع الخلق إلا للّه , ومن البغض في اللّه بغض النفس الأمارة بالسوء وأعداء الدين , وبغضهما مخالفة أمرهما والمجاهدة مع النفس بحبسها في طاعة اللّه بما أمر ونهى , ومع أعدائه تعالى بالمصابرة معهم والمرابطة
* من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ) رواه أبو داود (صحيح الجامع 5965)
أي أحب لأجله تعالى ولوجهه عز وجل مخلصاً , لا لميل قلبه وهوى نفسه , وأبغض لله لا لإيذاء من أبغضه له بل لكفره أو عصيانه , قال ابن معاذ : وعلامة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء
* زار رجل أخا له في قرية , فأرصد الله له ملكا على مدرجته , فقال : أين تريد ؟ قال : أخا لي في هذه القرية , فقال : هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال : لا إلا أني أحبه في الله , قال : فإني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته ) رواه مسلم 2576 عن ابن عمر قال : فإنك لا تنال الولاية إلا بذلك ولا تجد طعم الإيمان حتى تكون كذلك
* إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه ، فإنه أبقى في الألفة ، وأثبت في المودة ) (حسن ) صحيح الجامع280 أي أحبه في الله لا لغيره من إحسان أو غيره , (فليعلمه ) لأنه أبقى للألفة وأثبت للمودة وبه يتزايد الحب ويتضاعف وتجتمع الكلمة وينتظم الشمل بين المسلمين وتزول المفاسد والضغائن وهذا من محاسن الشريعة ، وجاء في حديث أن المقول له يقول له : أحبك الذي أحببتني من أجله
* إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله ) رواه أحمد (صحيح الجامع 281) لأنه إذا أخبره به فقد استمال قلبه واجتلب وده , فإنه إذا علم أنه يحبه قبل نصحه , ولم يرد عليه قوله في عيب فيه أخبره به ليتركه فتحصل البركة
* إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه , فإنه يجد له مثل الذي عنده ) السلسلة الصحيحة للألباني 1/ 947
* من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله ) صحيح الجامع 5953
* لا يحب الأنصار إلا مؤمن , ولا يبغضهم إلا منافق , من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ) رواه الترمذي (صحيح الجامع 7629)
* والذي نفسي بيده لا يحب الأنصار رجل حتى يلقى الله , إلا لقي الله وهو يحبه , ولا يبغض الأنصار رجل حتى يلقى الله إلا لقي الله وهو يبغضه ) رواه أحمد ( حسن ) صحيح الجامع 1979
** ثمرات و فضائل المحبة فيالله **للمحبة فياللهثمرات طيبة يجنيها المتحابون من ربهم في الدنيا و الآخرة منها:
1) محبةاللهتعالى : عن معاذ رضياللهعنه قال : سمعت رسولاللهصلىاللهعليه و سلم يقول : "قالاللهتبارك و تعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، و المتجالسين فيّ و المتزاورين فيّ ، و المتباذلين فيّ " (رواه مالك و غيره ) و قول الملك للرجل الذي زار أخا له فيالله :"إني رسولاللهإليك بأنّاللهقد أحبّك كما أحببته فيه"
2) أحبهما إلىاللهأشدّهما حبا لصاحبه : عن أبي الدرداء رضياللهعنه يرفعه قال :" ما من رجلين تحابا فياللهإلا كان أحبّهما إلىاللهأشدّهما حبا لصاحبه " (رواه الطبراني )
3) الكرامة منالله : عن أبي أمامة رضياللهعنه قال : قال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم : " ما من عبد أحبّ عبدا لله إلا أكرمهاللهعز وجل " ( أخرجه أحمد بسند جيّد) وإكراماللهللمرء يشمل إكرامه له بالإيمان ، والعلم النافع ، والعمل الصالح ، و سائر صنوف النِّعم4) الاستظلال في ظلّ عرش الرحمن : عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم : "إنّاللهتعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلّهم في ظلّييوم لا ظلّ إلاّ ظلّي ( رواه مسلم) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهاللهفي " مجموع الفتاوى " :" فقوله : أين المتحابون بجلالالله؟ تنبيه على ما في قلوبهم من إجلالاللهو تعظيمه مع التحاب فيه ، و بذلك يكونون حافظين لحدوده، دون الذين لا يحفظون حدوده لضعف الإيمان في قلوبهم " و عن أبي هريرة أيضا رضياللهعنه قال : قال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم : " سبعة يظلهماللهتعالى يوم لا ظلّ إلا ظله : إمام عادل ، و شاب نشأ في عبادةالله، و رجلقلبه معلّق بالمساجد ، و رجلان تحابا فياللهاجتمعا عليه و تفرّقا عليه …" ( متفق عليه)
5) وجد طعم الإيمان : قالعليه الصلاة و السلام : " من أحبّ أن يجد طعم الإيمان فليحبّ المرء لايحبه إلا لله ( رواه الحاكم و قال : صحيح الإسناد و لم يخرجاه و أقرّهالذهبي)
6) وجد حلاوة الإيمان: عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم : " من سرّه أن يجد حلاوة الإيمان، فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله" ( رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي ) و عن أنس رضياللهعنه قال : قال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم : " ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكوناللهو رسوله أحبّ إليه مما سواهما ، و أن يحبّ المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أ يعود في الكفر بعد إذ أنقذهاللهمنه ، كما يكره أن يلقى في النار " (متفق عليه) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهاللهفي "مجموع الفتاوى":" أخبر النبي صلىاللهعليه و سلم أنّ هذه الثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان ، لأنّ وجدالحلاوة بالشيء يتبع المحبة له ، فمن أحبّ شيئا أو اشتهاه ، إذا حصل لهمراده،فإنه يجد الحلاوة و اللذة و السرور بذلك و اللذة أمر يحصل عقيب إدراكالملائم الذي هو المحبوب أو المشتهى … فحلاوة الإيمان ، تتبع كمال محبةالعبد لله ، و ذلك بثلاثة أمور : تكميل هذه المحبة ، و تفريعها ، و دفعضدها "فتكميلها" أن يكوناللهو رسوله أحب إليه مما سواهما ، فإن محبةاللهو رسوله لا يكتفى فيها بأصل الحبّ ، بل لا بدّ أن يكوناللهو رسوله أحبّ إليه مما سواهماو " تفريعها" أن يحب المرء لا يحبه إلا للهو "دفع ضدها " أن يكره ضدّ الإيمان أعظم من كراهته الإلقاء في النار "
7) استكمال الإيمان : عن أبي أمامة رضياللهعنه قال : قال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم : " من أحبّ لله ، و أبغض لله ، و أعطى لله ، و منع لله ، فقد استكمل الإيمان " (رواه أبو داود بسند حسن)
دخول الجنة: عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولاأدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " (رواه مسلم)
9) قربهم مناللهتعالى و مجلسهم منه يوم القيامة :عن أبي مالك الأشعري قال : " كنت عند النبي صلىاللهعليه و سلم فنزلت عليه هذه الآية :" يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عنأشياء إن تبد لكم تسؤكم" (المائدة 101) قال : فنحن نسأله إذ قال : 3 إنّلله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء ، يغبطهم النبيون و الشهداء بقربهم ومقعدهم مناللهيوم القيامة ، قال : و في ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه و رمى بيديه ، ثم قال : حدثنا يا رسولاللهعنهم من هم ؟ قال : فرأيت في وجه النبي صلىالله عليه و سلم البِشر ، فقال النبي صلىاللهعليه و سلم : " هم عباد من عباداللهمن بلدان شتى ، و قبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ، و لا دنيا يتباذلون بها ، يتحابون بروحالله، يجعلاللهوجوههم نورا و يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ، و لا يفزعون ، و يخاف الناس و لا يخافون " (رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي )
10) وجوههم نورا يوم القيامة : من الحديث السابق في قوله :" يجعلاللهوجوههم نورا"
11) لهم منابر من لؤلؤ: نفس الحديث السابق في قوله :" يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس "
12) لهم منابر من نور : و في حديث ابن عمر رضياللهعنهما قال : قال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم : " إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء يغبطهم الشهداء و النبيون يوم القيامة لقربهم مناللهتعالى ، و مجلسهم منه " ، فجثا أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسولاللهصفهم لنا و جلِّهم لنا ؟قال:" قوم من أقناء الناس من نزّاع القبائل ، تصادقوا فياللهو تحابّوا فيه ، يضعاللهعزّ و جلّ لهم يوم القيامة منابر من نور ، يخاف الناس و لا يخافون ، هم أولياءاللهعزّ و جلّ الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون " ( أخرجه الحاكم و صححه الذهبي )
13) يغبطهم الأنبياء و الشهداء يوم القيامة: من الحديثين السابقين : حديث الأشعري و ابن عمر رضياللهعنهم في قوله صلىاللهعليه و سلم:" يغبطهم الشهداء و النبيون يوم القيامة لقربهم مناللهتعالى ،و مجلسهم منه "
14) تسميتهم بأولياءالله : من حديث ابن عمر السابق في قوله صلىاللهعليه و سلم :" هم أولياءاللهعز و جل "
15) انتفاء الخوف و الحزن عنهم يوم القيامة : من الحديثين السابقين : حديث الأشعري و ابن عمر رضياللهعنهم : " لا خوف عليهم و لا هم يحزنون " و قوله " و لا يفزعون ، و يخاف الناس و لا يخافون "
) أنّ المرء بمحبته لأهل الخير لصلاحهم و استقامتهم يلتحق بهم و يصل إلى مراتبهم ، و إن لم يكن عمله بالغ مبلغهم : [/center] | |
|
ياسين بخيت المدير العام
الجنس : برجى : عدد المساهمات : 257 تاريخ التسجيل : 31/03/2012 الساعة الان : العمر : 31 الموقع : http://kebar.arabfoot.net/
| |
ياسين بخيت المدير العام
الجنس : برجى : عدد المساهمات : 257 تاريخ التسجيل : 31/03/2012 الساعة الان : العمر : 31 الموقع : http://kebar.arabfoot.net/
| موضوع: رد: الحب في الله الثلاثاء يناير 01, 2013 6:27 pm | |
|
2) النطق بالمحاب : و كما تقتضي الأخوة السكوت عن المكاره ، تقتضي أيضا النطق بالمحاب ، بل هو أخص بالأخوة ، لأن من قنع بالسكوت صحب أهل القبور1- التودد باللسان : فمنذلك أن يتودد إليه بلسانه ، و يتفقده في الأحوال التي يحب أن يتفقد فيها ،و كذا جملة أحواله التي يسر بها ينبغي أن يظهر بلسانه مشاركته له فيالسرور بها ، فمعنى الأخوة المساهمة في السراء و الضراء2- إخباره بمحبته : و من ذلك أن يخبره بمحبته له : عن أنس بن مالك قال : مر رجل بالنبي صلىاللهعليه و سلم و عنده ناس ، فقال رجل ممن عنده : إني لأحب هذا لله ، فقال النبي صلىاللهعليه و سلم :"أعلمته؟" قال : لا ، قال : " قم إليه فأعلمه " فقام إليهفأعلمه ، فقال : أحبّك الذي أحببتني له ثم قال ، ثم رجع فسأله النبي صلىاللهعليه و سلم فأخبره بما قال فقال النبي صلىاللهعليه و سلم :"أنت مع من أحببت ، و لك ما احتسبت " (رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي)
و عن المقدام بن معدى كرب عن النبي صلىاللهعليه و سلم قال :" إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه " (رواه أحمد و غيره)
و إنما أمر النبي صلىاللهعليه و سلم بالإخبار ، لأن ذلك يوجب زيادة حب ، فإن عرف أنك تحبه أحبكبالطبع لا محالة ، فإذا عرفت أنه أيضا يحبك زاد حبك لا محالة ، فإذا عرفتأنه أيضا يحبك زاد حبك لا محالة ، فلا يزالالحبيتزايد من الجانبين و يتضاعف ، و التحابب بين المسلمين مطلوب في الشرع محبوب في الدين ، قال النبي صلىاللهعليه و سلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، و لا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شيء إذافعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم " ( رواه مسلم ، و قال النووي : قوله :" لا تؤمنوا حتى تحابوا " معناه لا يكمل إيمانكم ، و لا يصلح حالكم فيالإيمان إلا بالتحاب "
3- دعوته بأحبّ الأسماء إليه : و من ذلك أن يدعوه بأحبّ أسمائه إليه في غيبته و حضوره ، قال عمر بن الخطاب رضياللهعنه : ثلاث يصفين لك ودّ أخيك : أن تسلّم عليه إذا لقيته أولا ، و توسّع له في المجلس ، و تدعوه بأحب الأسماء إليه4- الثناء عليه : ومن ذلك : أن تثني عليه بما تعرف من محاسن أحواله و آكد من ذلك أن تبلغهثناء من أثنى عليه ، مع إظهار الفرح ، فإن إخفاء ذلك محض الحسد ، و ذلك منغير كذب و لا إفراط ، فإن ذلك من أعظم الأسباب في جلب المحبة5- الذّبّ عنه في غيبته : وأعظم من ذلك تأثيرا في جلب المحبة ، الذبّ عنه في غيبته مهما قصد بسوء أوتعرّض لعرضه بكلام صريح ، أو تعريض ، فحق الأخوة التشمير في الحماية والنصرة و تبكيت المتعنت و تغليظ القول عليه ، و السكوت عن ذلك موغر للصدر ومنفر للقلب ، و تقصير في حق الأخوةقال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم : " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه و لا يحرمه و لا يخذله " (رواه مسلم)
6- التعليم و النصيحة : و من ذلك التعليم و النصيحة : قال رسولاللهصلىاللهعليه و سلم :" الدين النصيحة قالوا لمن يا رسولالله، قال : " لله و لكتابه ، و لرسوله ، و لأئمة المسلمين و عامتهم " (رواهمسلم) ، و بخاصة إذا استنصح الأخ أخاه وجب عليه أن يخلص له النصيحة ، كماسلف في الحقوق العامة للمسلمين ، و ينبغي أن تكون النصيحة في سرّ لا يطلععليه أحد فما كان على الملإ فهو توبيخ و فضيحة ، و ما كان في السر ، فهوشفقة و نصيحةقال الشافعي رحمهالله : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه و زانه ، و من وعظه علانية فقد فضحه و شانه و قال رحمهالله : : تعمّدني بنصحك في انفرادي *** و جنّبني النصيحة في الجماعةفإنّ النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعهو إن خالفتني و عصيت قولي *** فلا تجزع إذا لم تعط طاعةو تتأكد النصيحة كذلك إذا تغيّر أخوك عما كان عليه من العمل الصالحقال أبو الدرداء : إذا تغيّر أخوك ، و حال عما كان عليه ، فلا تدعه لأجلذلك ، فإن أخاك يعوج مرة و يستقيم مرة ، و حكى عن أخوين من السلف انقلبأحدهما عن الاستقامة ، فقيل لأخيه : ألا تقطعه و تهجره؟ فقال: أحوج ما كانإليّ في هذا الوقت لما وقع في عثرته أن آخذ بيده ،و أتلطف له في المعاتبة، وأدعو له بالعود إلى ما كان عليهو الأخوة عقد ينزل منزلة القرابة ، فإذا انعقد تأكد الحق ووجب الوفاء بموجبالعقد ، و من الوفاء به أن لا يهمل أخاه أيام حاجته و فقره ، و فقر الدينأشدّ من فقر المال ، و الأخوة عند النائبات و حوادث الزمان ، و هذا من أشدّالنوائبو القريب ينبغي أن لا يهجر من أجل معصيته ، حتى يقام له بواجب النصيحة ، و ذلك لأجل قرابته ، قالاللهتعالى لنبيه صلىاللهعليه و سلم في عشيرته : " فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون " ( الشعراء 216) و لم يقل : إني برئ منكم ، مراعاة لحق القرابة و لحمة النسب ، و لهذا أشارأبو الدرداء لما قيل له : ألا تبغض أخاك و قد فعل كذا؟ فقال : إنما أبغضعمله و إلا فهو أخيو كذا التفريق بين الأحباب من محاب الشيطان ، كما أن مقارفة العصيان منمحابه ، فإذا حصل للشيطان أحد غرضيه ، فلا ينبغي أن يضاف إليه الثاني7- الدعاء له في حياته و بعد مماته : و من ذلك الدعاء لأخيه في حياته و بعد مماته : عن أبي الدرداء قال : قال رسولاللهصلىالله عليه و سلم : " ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : و لك بمثل (رواه مسلم)
قال النووي رحمه الله : في هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب ، و لو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة ، و لو دعا لجملة من المسلمين فالظاهر حصولها أيضا ، و كان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة ، لأنها تستجاب و يحصل له مثلها ، جاء في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي في ترجمة الطيب إسماعيل أبي حمدون –أحد القراء المشهورين – قال : كان لأبي حمدون صحيفة فيها مكتوب ثلاثمائة من أصدقائه و كان يدعو لهم كل ليلة ، فتركهم ليلة فنام ، فقيل له في نومه يا أبا حمدون : لِمَ لَمْ تسرج مصابيحك الليلة ، قال : فقعد فأسرج ، و أخذ الصحيفة فدعا لواحد واحد حتى فرغ
4) حقوق الأخوة في القلب : من حق المسلم على أخيه في الله عز و جل الوفاء و الإخلاص في محبته و صحبته ، و علامة ذلك أن تدوم المحبة ، و أن يجزع من الفراق ، و من حقه أن تحسن به الظن ، و أن تحمل كلامه و تصرفاته على أطيب ما يكون ، و من ذلك أن لا يكلف أخاه التواضع له ، و التفقد لأحواله ، و القيام بحقوقه
1) الوفاء و الإخلاص : و معنى الوفاء الثبات على الحب و إدامته إلى الموت معه ، و بعد الموت مع أولاده و أصدقائه ، فإنّ الحبّ في الله إنما يراد به ما عند الله عزّ و جلّ ، فلا ينتهي بموت أخيه قال بعضهم : قليل الوفاء بعد الوفاة ، خير من كثيره في حال الحياة .. و قد جاء أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم أكرم عجوزا أدخلت عليه فقيل له في ذلك ، فقال :"إنها كانت تأتينا أيام خديجة ، و إنّ حسن العهد من الإيمان"(صححه الحاكم و الذهبي و حسنه الألباني في الضعيفة) - و من الوفاء للأخ مراعاة جميع أصدقائه و أقاربه و المتعلقين به -و من الوفاء:أن لا يتغيّر حاله مع أخيه ، و إن ارتفع شأنه واتّسعت ولايته و عظم جاهه قال بعضهم : إنّ الكرام إذا ما أيسروا ذكروا *** من كان يألفهم في المنزل الخشن
و أوصى بعض السلف ابنه فقال له : يا بنيّ لا تصحب من الناس ، إلا من إذا افتقرت إليه قرب منك ، و إذا استغنيت عنه لم يطمع فيك ، و إن علت مرتبته لم يرتفع عليك و مهما انقطع الوفاء بدوام المحبة ، شمت به الشيطان ، فإنه لا يحسد متعاونين على بر ،كما يحسد متواخيين في الله و متحابين فيه ، فإنه يجهد نفسه لإفساد ما بينهما ، قال تعالى :" و قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنّ الشيطان ينزغ بينهم " ( الإسراء 53)
قال بعضهم : ما تواخى اثنان في الله فتفرّق بينهما ، إلا بذنب يرتكبه أحدهما و كان بشر يقول : إذا قصر العبد في طاعة الله ، سلبه الله من يؤنسه ، و ذلك لأنّ الإخوان مسلاة الهموم و عون على الدين و لذلك قال ابن المبارك : ألذّ الأشياء مجالسة الإخوان ، و الانقلاب إلى كفاية و من آثار الصدق و الإخلاص و تمام الوفاء ، أن تكون شديد الجزع من المفارقة ، نفور الطبع عن أسبابها ، كما قيل : وجدت مصيبات الزمان جميعها *** سوى فرقةِ الأحبابِ هيّنةَ الخَطْب
و أنشد ابن عُيينة هذا البيت و قال : لقد عهدت أقواما فارقتهم منذ ثلاثين سنة ، ما يخيّل إليّ أن حسرتهم ذهبت من قلبي - و من الوفاء أن لا يسمع بلاغات عن صديقه - و من الوفاء أن لا يصادق عدو صديقه : قال الشافعي رحمه الله : إذا أطاع صديقك عدوك ، فقد اشتركا في عداوتك
2) حسن الظنّ : و من حقوق الأخوة حسن الظنّ بأخيه : قال الله تعالى"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظنّ فإنّ بعد الظنّ إثم"(الحجرات 12) و قال النبي صلى الله عليه و سلم : "إياكم و الظنّ فإنّ الظنّ أكذب الحديث " ( رواه الشيخان) ، و إذا كان هذا مطلوب في المسلمين عامة ، فيتأكّد ذلك بين المتآخين في الله عزّ و جلّ و من مناقب الإمام الشافعي ما قاله أحد تلامذته عنه الربيع بن سليمان قال : " دخلت على الشافعي و هو مريض فقلت له :قوى الله ضعفك ، فقال : لو قوى ضعفي قتلني ، فقلت : والله ما أردت إلا الخير ، قال : أعلم أنك لو شتمتني لم ترد إلا الخير " فينبغي أن يحمل كلام الإخوان على أحسن معانيه ، و أن لا يظن بالإخوان إلا خيرا ، فإن سوء الظن غيبة القلب
3) التواضع : و من حقوق الأخوة القلبية أن يتواضع لإخوانه ، و يسيء الظن بنفسه فإذا رآهم خيرا من نفسه يكون هو خيرا منهم قال أبو معاوية الأسود : إخواني كلهم خير مني ، قيل و كيف ذلك؟ قال : كلهم يرى لي الفضل عليه ، و من فضلني على نفسه فهو خير مني و مهما رأى الفضل لنفسه فقد احتقر أخاه ، و هذا في عموم المسلمين مذموم ، قال صلى الله عليه و سلم : " بحسب امرئ من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم " (رواه الشيخان)
أتمنى أن ينال إعجابكم [/center]
| |
|
شوشو مشرف قسم
الجنس : برجى : عدد المساهمات : 220 تاريخ التسجيل : 03/02/2012 الساعة الان :
| |